الظل الذي هزم العصا
أغارت الهراوات السوداء على الخيم شبه الخالية في توقيت ما قبل التظاهر، فحطّمت الأعمدة ومزّقت الأقمشة، لكن ظلال الفارين منها طاردت نفوس المغيرين عليها، وغرزت بصماتها في ضوضائهم. فلما عاد المتظاهرون، إلى الساحات تمددت ظلالهم إلى أوسع من الأصل، وشكلت متراساً لا يخترقه الرصاص، ولا يشرده الخوف. تلك أيام أصبحت فعلاً من أيام العرب، إذا غابت عن العيون دامت في الوعي والوجدان، تماماً كقول الشاعر: ألْجِسْمُ أقْوَى وَيَفْنَى والرسْمُ أوْهى وَيَبْقَى